كتاب "الحيل النفسية" لفكري تربوي هو رسالة موجزة وعميقة تركز على الآليات والأوهام النفسية التي يقع فيها الأفراد، وغالباً ما تُنسب في سياق الكتاب إلى "مداخل الشيطان" التي تمنع الإنسان من التطور والنهوض الفردي والمجتمعي.
المحور الرئيسي:
يُسلط الكتاب الضوء على ثلاث حيل نفسية رئيسة، وهي أساليب دفاعية أو تسويغية يستخدمها العقل لتبرير حالة الجمود أو القصور، ويدعو القارئ إلى "كشف هذه الحيل وإدراك خطرها" لتجاوزها.
الحيل النفسية الثلاثة التي يناقشها الكتاب:
العائق الوحيد: حيلة الإيهام بأن هناك عائقاً وحيداً وكبيراً يقف في طريق التغيير والإصلاح، وأن التفرغ للعمل الحقيقي والدين لا يمكن أن يتم إلا بعد زوال هذا العائق (سواء كان مادياً أو اجتماعياً أو سياسياً).
الكمال الزائف: حيلة الإحساس بالاكتمال والرضا الكاذب عن الوضع الحالي، حيث يشعر الفرد بأنه قد أدى ما عليه (كالفرائض والنوافل البسيطة) فلا حاجة له لتسخير إمكاناته أو تطويرها أو التأثير في مجرى التاريخ، مما يؤدي إلى الجمود والعقم.
تضخيم جانب لتسويغ حالة معينة (الاجتزاء): حيلة التركيز على جانب واحد من الدين أو الحياة وتضخيمه على حساب الجوانب الأخرى (كأن يرى الإسلام في العبادات الشعائرية فقط، أو في الشؤون الدنيوية فقط)، وذلك لتسويغ وضع الفرد المعتنق لهذا الجانب، وتبرير إهماله للجوانب الأخرى.
يُقدم الكتاب دعوة قوية إلى الاتزان والموضوعية والنظرة الشاملة للإسلام والحياة، محذراً من أن هذه الحيل هي ثغرات نفسية قد لا يعترف الفرد بكونها "مداخل شيطانية" بل قد يسوّغها بنصوص دينية مجتزأة.