تُعد رواية "الحالم" للكاتب الجزائري سمير قسيمي واحدة من أكثر الروايات العربية إثارة للجدل والدهشة بفضل بنائها السردي المعقد والفريد. إنها عمل أدبي يدمج بين الفلسفة، الوجودية، والفانتازيا، ليدخل القارئ في متاهة بين الحلم والواقع، وبين الكاتب وشخصياته.
أين ينتهي الحلم ويبدأ الواقع؟ ومن يكتب الآخر: نحن أم أحلامنا؟
في رواية "الحالم"، يأخذنا سمير قسيمي في رحلة غريبة بطلها رجل يجد نفسه عالقاً في سلسلة من الأحداث التي لا يمكن تفسيرها بمنطق الواقع. الرواية ليست مجرد سرد لحكاية، بل هي تجربة ذهنية تتلاعب بمفهوم "الزمن" و"الهوية".
الواقعية السحرية بنكهة جزائرية: يقدم قسيمي عالماً يختلط فيه اليومي والمألوف بالعجائبي، حيث تصبح الأحلام قوة محركة للقدر، وتتحول الشخصيات إلى كائنات ورقية تدرك فجأة أنها تعيش داخل نص أدبي.
لعبة المرايا: الرواية مبنية على فكرة "الرواية داخل الرواية"، حيث تتداخل حيوات الأبطال مع حياة الكاتب نفسه، مما يطرح أسئلة عميقة حول حرية الإرادة: هل نحن أسياد مصيرنا أم مجرد دمى في حلم شخص آخر؟
الجرأة الفلسفية: يغوص قسيمي في قضايا الوجود، الموت، والوحدة، بأسلوب ساخر أحياناً وقاتم في أحيان أخرى، مما يجعل القارئ في حالة تيقظ ذهني مستمر.
التمرد على القوالب: يبتعد الكاتب عن السرد التقليدي، محطماً الجدار الرابع مع القارئ، ومقدماً نصاً يتحدى التوقعات في كل فصل.
هذا العمل موجه للقارئ الذي يحب الأدب التجريبي والعميق؛ القارئ الذي لا يكتفي بالحكايات البسيطة، بل يبحث عن رواية تشغله طويلاً بعد إغلاقها. "الحالم" هي دعوة للشك في كل ما نراه، ورحلة استكشافية في دهاليز النفس البشرية التي لا تحدها حدود.
خلاصة الرواية: "نص مذهل يفكك العلاقة بين الخيال والحقيقة، ويثبت أن الحلم قد يكون أحياناً أكثر واقعية من الحياة نفسها."