رواية اليهودي الحالي
علي المقري
تُعد رواية "اليهودي الحالي" عملاً جريئاً ومثيراً للجدل، يغوص في أعماق التاريخ اليمني ليسلط الضوء على قضية التعايش الديني والصراعات بين الأقليات والطوائف، من خلال قصة حب مأساوية تتحدى المحظورات الاجتماعية والدينية.
تدور أحداث الرواية في اليمن خلال القرن السابع عشر (حوالي عام 1644م)، وتحكي قصة فاطمة، الفتاة المسلمة وابنة المفتي، التي تقع في غرام سالم، الشاب الذي ينتمي إلى طائفة اليهود في قريتها. ينشأ بينهما لقاء سري جميل، حيث كانت تُعلّمه العربية وقراءة القرآن، ويعلمها هو العبرية.
في بيئة يمنية مختلطة تسودها التوترات والصراعات التاريخية بين اليهود والمسلمين، يقرر العاشقان المضِيّ في علاقتهما دون الاكتراث للأصوات المعترضة، فيهربان إلى صنعاء، لتبدأ رحلتهما الشاقة في مواجهة التقاليد الصارمة والأحكام الدينية الصادرة عن السلطة.
يجمع علي المقري في سرده بين التاريخي والمتخيل، ليستخدم قصة الحب كرمز للوصل الإنساني الذي يتجاوز حواجز العقيدة والدين، مُعيداً إضاءة صفحات من تاريخ اليمن المتعلق بالعلاقات بين الأقليات. الرواية هي نداء للتسامح، وتأكيد على أن الحب يمكن أن يكون قوة مخلصة من العنف والجهل، مما يجعلها قراءة ذات دلالات عميقة تتصل بالواقع العربي المعاصر.
ملاحظة: الرواية وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2011.